لأول مرة منذ انتشار التلفزيون سيتمكن المشاهدون على امتداد الشرق
الأوسط وشمالي إفرقيا، وعلى غرار عدة مناطق عالمية أخرى، من متابعة فعاليات
الألعاب الأولمبية لصيف 2012 بلندن من التمتع بمشاهدة مختلف الفنون
الرياضية والأبطال الأولمبيين بتقنية البث عالي الدقة. وقد جاء هذا التطور
بفضل الترقيات الكثيرة والهامة التي أدخلها اتحاد إذاعات الدول على منظومته
للتبادل متعدد الخدمات والوسائط عبر الساتل المعروف باسم "المينوس"، وذلك
بالتعاون مع الشركة البلجيكية المصنعة "نيوتاك".
يسمح التحديث الجديد لمنظومة التبادل الإذاعي والتلفزيوني بين الهيئات
الأعضاء وبعض المستفيدين الآخرين على امتداد المنطقة العربية باستقبال
تغطية مختلف المنافسات الأولمبية وما يتبعها من برامج إخبارية بتقنية البث
عالي الدقة، مع إمكانية التحويل الآني لتلك البرمجة إلى بث عادي حيث لا
تتوفر البنية التحتية الملائمة. كما سيتم حقن المحتويات الاولمبية في
الأرشيف المركزي لشبكة المينوس للتبادل متعدد الوسائط، وتوفيرها للاستغلال
لفائدة كافة الأعضاء، مما يزيح على كل عضو عبء أرشفة الكم الهام من المادة
المتوفرة بصورة منفردة، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تخفيض كبير في التكاليف
وتبسيط معتبر للعمل التقني.
وفي حديثه عن هذا التطور الجديد، قال الأستاذ صلاح الدين معاوي، المدير
العام للاتحاد،: "إن الألعاب الأولمبية مثلت دائما بالنسبة إلينا محطات
رئيسية لاعتماد منصات تبادل جديدة واستنباط تكنولوجيات وخدمات إضافية.
وبالنسبة لأعضائنا، ستكون ألعاب لندن 2012 أول تجربة مع البث التلفزيوني
عالي الدقة للألعاب، إضافة إلى توفر خدمات كل من البث والأرشفة بالنسق
العادي. إن الترقية إلى تقنية البث عالي الدقة للألعاب الأولمبية هي جزء من
عملية مستمرة لتوسيع خدمات الاتحاد وتحسينها استجابة للاحتياجات
المستقبلية لأعضائنا ولمستخدمي تقنيتنا الإقليميين.
من جانبه، قال سيرج فان هارك (Herck Serge Van)، الرئيس التنفيذي
لشركة نيوتاك المصنعة، إن "ترقيات البث عالي الدقة لدورة الالعاب الاولمبية
ستعود بالنفع على هيئات الاتحاد ومستعملي خدمات المينوس حتى بعد حدث
الألعاب نفسه ولمدة طويلة من الزمن. فالرفع من كفاءة خدمات الساتل وضغط
الفيديو يسمح للاتحاد وأعضائه بالاستفادة من بث عالي الجودة يكون أفضل دون
الحاجة إلى نطاق ترددي ساتلي (bandwidth) أكثر عرضا، مع الحفاظ على مستوى
مقبول من التكاليف التشغيلية ".